المؤلف: مجموع من عدة كتب ومصادر
لاستعراض ملفات تتعلق بالحج والعمرة استعمل أحد الرابطَينِ التاليين:
https://saiydan.com/category/2/
لتحميل مسودات كتب الحج والعمرة بصيغة Word + pdf :
https://1drv.ms/f/s!AgZYgrAn8ocH4P8BI_ZElmX2zUz1XA?e=j6KUyg
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
أولاً: وقفات لمن أراد الحج أو العمرة:
إذا عزم المسلم على السفر إلى الحج أو العمرة استحب له ما يلي:
1. المبادرة إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب:
قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
2. رد المظالم إلى أهلها والتحلل منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم, إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته, وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)) رواه البخاري.
قال ابن حجر: "قوله: ((مِن عِرضه أو شيء)) أي من الأشياء وهو من عطف العام على الخاص فيدخل فيه المال بأصنافه والجراحات حتى اللطمة ونحوها، وقوله: ((قبل أن لا يكون دينار ولا درهم)) أي يوم القيامة، ولا تعارض بين هذا وبين قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزرة أخرى} لأنه إنما يعاقب بسبب فعله وظلمه ولم يعاقب بغير جناية منه بل بجنايته, فقوبلت الحسنات بالسيئات على ما اقتضاه عدل الله تعالى في عباده".
3. تحرّي النفقة الحلال لحجه وعمرته:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر: أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب, ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام , فأنى يستجاب لذلك)) رواه مسلم.
قال ابن رجب: "المراد أنه تعالى لا يقبل من الصدقات إلا ما كان طيباً حلالاً، وقد قيل إن المراد في هذا الحديث أعم من ذلك وهو أنه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيباً طاهراً من المفسدات كلها كالرياء والعجب ولا من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً، وفي هذا الحديث إشارة إلى أنه لا يُقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وأن أكل الحرام يفسد العمل ويمنع قبوله".
4. أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله والدار الآخرة ويحذر من أن يقصد بحجه الدنيا أو الرياء والسمعة:
قال الله تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً}.
يخبر تعالى أنه من كان يريد الدنيا العاجلة المنقضية الزائلة فعمل لها وسعى لمتاعها ونسي آخرته أن الله يُعجّل له من حطامها ومتاعها ما يشاؤه الله ويريده مما كتب الله له في اللوح المحفوظ, ثم يَجعلُ له في الآخرة جهنم، وأما من أراد الآخرة والجنة وسعى لهما سعيهما بأن عمل الصالحات وترك المنكرات قدر استطاعته وهو مؤمن بالله فهؤلاء سيكافئهم الله تعالى وسيزيدهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك, مَن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)) رواه مسلم.
قال النووي: "ومعناه أنا غني عن المشاركة وغيرها, فمن عمل شيئاً لي ولغيري لم أقبله, بل أتركه لذلك الغير, والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم به".
5. تعلم أحكام الحج والعمرة وما يتعلق بهما من شروط الحج وواجباته وأركانه وسننه حتى تعبد الله على بصيرة وعلم:
ينبغي للحاج والمعتمر أن يتعلم ما يفترض عليه وما يجوز وما يحرم عليه في حجه وعمرته ويتفقه في ذلك ويسأل عما أشكل عليه ليكون على بصيرة وعلم بما يفعله، وكم من حاج أو معتمر تكلف أنواع المشاق المادية والمعنوية حتى ذهب لمكة المكرمة ثم أدى عمرته أو حجته بشكل لا تصح معه العبادة ثم رجع لبلده وهو محمل بالأوزار والآثام عوضاً عن ثواب العمرة والحج.
6. اختيار الرفقة الصالحة: فإنهم خير معين لك في هذا السفر المبارك:
قال تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) رواه الترمذي.
قال المباركفوري: "قوله: ((على دين خليله)) أي على عادة صاحبه وطريقته وسيرته وقوله: ((من يخالل)): مِن المخاللة وهي المصادقة والإخاء فمن رضي دينه وخلقه خاله ومن لا تجنبه فان الطباع سراقة والصحبة مؤثرة في إصلاح الحال وإفساده".
ثانياً: مواقيت الحج والعمرة:
المواقيت جمع ميقات: وهو ما حدده ووقّته الشارع للعبادة من زمان ومكان.
للحج والعمرة ميقاتان: زماني ومكاني.
أولاً: الميقات الزماني:
أ) للحج: وهو شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة.
ب) للعمرة: وميقاتها الزماني جميع شهور وأيام السنة، فتصح في كل أيام السنة دون استثناء، وهذا قول الجمهور، وقال الحنفية: لا تجوز العمرة في يوم عرفة وأربعة أيام بعده (هي أيام العيد) وتجوز في باقي الأوقات.
ثانياً: الميقات المكاني للحج والعمرة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله) متفق عليه.
تعريف موجز بالمواقيت:
ذو الحليفة: ميقات أهل المدينة، ويسمى الآن آبار علي أو بيار علي، وهو أبعد المواقيت عن مكة، وتبلغ المسافة بينه وبين مكة (450كلم) أو أقل قليلاً.
الجُحفة: ميقات أهل الشام، كانت قرية عامرة ثم جحفتها السيول فصارت الآن خراباً فصار الإحرام من قرية رابغ الواقعة عنها غرباً بمحاذاتها وتبعد عن مكة (186كلم)، ويُحرم منها من هم في شمال المملكة السعودية ويُحرم منها بلدان إفريقيا الشمالية والغربية وأهل لبنان وسوريا ومن في جهتهم إذا لم يمروا على المدينة المنورة، أما إن مروا بطريق المدينة المنورة فإنهم يحرمون من آبار علي كما سبق، وفي زمننا هذا فإن جميع السوريين يُحرمون من آبار علي.
قرن المنازل: ميقات أهل نجد، ويسمى الآن السيل الكبير ويبعد عن مكة (78 كلم)، ويحرم منه أهل المشرق كله من أهل الخليج والعراق وإيران وغيرهم، ومثله وادي محرم الواقع في الهدى في الجهة الغربية من الطائف وهذا هو أعلى قرن المنازل.
يلملم: ميقات أهل اليمن، ويقال لها السعدية، ويبعد عن مكة (120 كلم).
ذات عِرق: ميقات أهل العراق، وهي مهجورة الآن لعدم وجود الطرق إليها، وتبعد عن مكة (100كلم).
مسائل تتعلق بالمواقيت:
1. إن المواقيت الخمسة السابقة مواقيت أيضاً لمن مرّ عليها من غير أهلها، وهو يريد النسك حجاً كان أو عمرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: ((هنّ لهنّ ولمن أتى عليهنّ من غير أهلهنّ)).
2. من كان مسكنه أقرب إلى مكة من الميقات كأهل جدة وعسفان فميقاته من موضع سكناه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فمن كان دونهن فمُهَلُّه مِن أهلِه)).
3. يهل أهل مكة بالحج من بيوتهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((حتى أهلُ مكة يُهِلُّون من مكة)).
وأما العمرة فإنهم يهلون لها من الحِل (خارج مكة) فيخرجون إلى خارج حدود الحرم فيحرمون ثم يعودون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج بعائشة في عمرتها من مكة إلى التنعيم، وهو أدنى الحل (متفق عليه).
4. من سلك إلى الحرم طريقاً لا ميقات فيها، فميقاته المحل المحاذي لأقرب المواقيت إليه.
5. لا يجوز لمن مرّ بهذه المواقيت وهو يريد الحج أو العمرة أن يتجاوزها إلا محرماً.
وعلى هذا فإذا كان في الطائرة وهو يريد الحج أو العمرة وجب عليه الإحرام إذا حاذى الميقات من فوقه، فيتأهب ويلبس ثياب الإحرام قبل محاذاة الميقات، فقبل أن يمر فوق الميقات يحرم بالحج أو بالعمرة ويلبي، ولا يجوز له تأخير الإحرام إلى الهبوط في جدة، لأن ذلك من تعدّي حدود الله، ولو أحرم قبل الميقات صحّ إحرامه، كأن يحرم بمجرد ركوبه الطائرة في المطار السوري.
6. إن جاوز مريدُ الحج أو العمرة الميقات دون أن يحرم منه فما الحكم؟
قال الشافعية: من أراد دخول مكة لغير الحج أو العمرة كزيارة أقاربه وكالتجارة ونحوها لم يجب عليه الإحرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لمن أراد الحج أو العمرة))، والإحرام في حقه أفضل، وعلى هذا يجوز لسائق الباص أن يوصل المعتمرين والحجاج لمكة دون أن يحرم، وقال الحنفية المالكية والحنابلة: لا بد من الإحرام لمن قصد مكة سواء قصدها لحج أو عمرة أو لتجارة أو لأي شيء.
7. من مرّ بالمواقيت وهو لا يريد حجاً ولا عمرة إنما يريد مكاناً في الحل كجدة مثلاً، ثم بدا له بعد ذلك أن يعتمر أو يحج فإنه يحرم من المكان الذي عزم فيه على الحج أو العمرة، لقول ابن عباس: "فمن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ" رواه البخاري.
ثالثاً: الإحــرام:
1- تعريفه:
قال ابن منظور: "الإحرام: مصدر أحرم الرجل يحرم إحراماً، إذا أهل بالحج أو العمرة، وباشر أسبابهما، وشروطهما من خلع المخيط، وأن يتجنب الأشياء التي منعه الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك، والأصل فيه المنع، فكأن المحرم ممتنع من هذه الأشياء".
وقال الشُّربِيني: "الإحرام الدخول في حج أو عمرة، أو فيهما أو فيما يصلح لهما، ولأحدهما، وهو المطلق، ويطلق أيضاً على نية الدخول فيما ذكر".
2- النية شرط في الإحرام:
نية الدخول في الحج أو العمرة شرط لصحة الإحرام، فلو أن أحداً قال: (لبيك اللهم لبيك ...) دون أن ينوي الإحرام للعمرة أو للحج فإنه لا يصبح محرماً حتى لو لبس ملابس الإحرام، ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)) متفق عليه.
3- مستحبات الإحرام:
أ/ الغسل:
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: (أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم تجرد لإهلاله واغتسل) أخرجه الترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (نَفِسَتْ أسماءُ بمحمد بن أبي بكر بالشجرة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يأمرها أن تغتسل، وتُهِلّ) رواه مسلم.
فيستحب الاغتسال قبل الإحرام للرجل والمرأة سواء كانت طاهراً أو حائضاً.
ب/ النظافة:
قال ابن قدامة: "ويستحب التنظّف بإزالة الشعث، وقطع الرائحة، ونتف الإبط، وقص الشارب، وقلم الأظفار، وحلق العانة؛ لأنه أمرٌ يسنُّ له الاغتسالُ والطيب، فَسُنّ له هذا كالجمعة، ولأن الإحرام يَمنع قطع الشعر وقَلْم الأظفار فاستحب فعله قبله، لئلا يحتاج إليه في إحرامه، فلا يتمكن منه".
ج/ التطيب:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطيب ما يجد، حتى أجد وَبِيص الطيب في رأسه ولحيته).
ولكن ينتبه المرء إلى أن التطيب يكون قبل نية الإحرام، وينتبه إلى أنه إن وضع عطراً على ملابسه فإنه إن خلعها لا يجوز له أن يلبسها ثانية لأنها مطيبة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تلبسوا ثوباً مسّه الزعفران ولا الورس))، وأما بقاء رائحة العطر بعد الإحرام فلا يضر بل هو سنة كما سبق.
د/ بالنسبة للرجل: يلبس إزاراً ورداءً أبيضين نظيفين ونعلين بعد التجرد من المخيط:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين)) أخرجه ابن خزيمة.
قال ابن قدامة: "ويستحب أن يكون الإزار والرداء نظيفين، إما جديدين، وإما غسيلين؛ لأنا أحببناه له التنظف في بدنه، فكذلك في ثيابه، كشاهد الجمعة، والأولى أن يكونا أبيضين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير ثيابكم البياض، فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم)) أخرجه أحمد و ابن حبّان.
وأما المرأة: فيجوز لها أن تحرم فيما شاءت من الثياب الساترة المحتشمة.
هـ/ الإحرام عقيب الصلاة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركع بذي الحليفة ركعتين، ثم إذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد الحليفة أهل بهؤلاء الكلمات).
قال الماوردي: "يستحب أن يحرم عقيب صلاة".
و/ التلفظ بالنسك والإهلال به:
1. صفته:
ثم بعد الفراغ من الغسل والتنظيف ولبس ثياب الإحرام ينوي بقلبه الدخول في النسك الذي يريده من حج أو عمرة... ويشرع له التلفظ بما نوى، فإن كانت نيته العمرة قال: لبيك عمرةً، أو اللهم لبيك عمرة، وإن كانت نيته الحج قال: لبيك حجاً، أو اللهم لبيك حجاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك.
2. الاشتراط عند الحاجة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، فقالت: يا رسول الله، إني أريد الحج، وأنا شاكية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني)) رواه مسلم.
فإن اشترط على ربه خوفاً من العارض فقال: وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني كان حسناً للحديث السابق، و لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يأمر بذلك كل من حج.
وفائدة الاشتراط أنه إذا وُجِدَ المانع حل من إحرامه مجّاناً، أي بلا هدي؛ لأن من أُحصِرَ عن إتمام النسك فإنه يلزمه هدي، لقوله تعالى: {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي}.
رابعاً: التلبيـة:
أ/ صفتها:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)) رواه البخاري.
وعن جابر رضي الله عنه في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فأهل صلى الله عليه وسلم بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وأهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئاً منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته)) رواه مسلم.
ب/ معناها:
قال الماوردي: "أما التلبية، فقد اختلف أهل العلم فيما هي مأخوذة منه على خمسة أقاويل:
أحدها: أنها مأخوذة من قولهم: أَلَبَّ ولَبَّ فلان بالمكان إذا أقام فيه. فيكون معنى لبيك: أنا مقيم عند طاعتك.
الثاني: أنها مأخوذة من الإجابة، ومعناها: إجابتي لك فيما أمرتنا به يا رب.
الثالث: أنها مأخوذة من اللُّبِّ واللُّباب، وهو خالص الشيء، فيكون معناها الإخلاص، أي أخلصت لك الطاعة.
الرابع: أنها مأخوذة من لُبِّ العقل، ويكون معناها: لُبّي منصرفٌ إليك، وقلبي مُقبِلٌ عليك.
الخامس: أنها مأخوذة من المحبة، ويكون معناها: محبتي لك".
وقال الشِّنقيطي: "هي من لبّى بمعنى: أجاب، فلفظة لبيك مُثنّاة على قول سيبويه والجمهور، وهو الأظهر، وتثنيتها للتكثير، أي إجابة لك بعد إجابة، ولزوماً لطاعتك".
ج/ فضلها:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (ما من مسلم يلبي إلا لبّى من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا) رواه الترمذي.
فإن قيل ما يستفيد المسلم في تلبية الأحجار والشجر وغيرهما مع تلبيته؟ قلت: اتباعها إياه في هذا الذكر دليل على فضيلته وشرفه ومكانته عند الله تعالى، إذ ليس اتباعُها إياه في هذا الذكر إلا لذلك، على أنه يجوز أن يكتب له أجر هذه الأشياء؛ لأنها صدرت عنها تبعاً، فصار المؤمن بالذكر كأنه دال على الخير، والله أعلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أهلّ مُهِلٌّ قطُّ إلا بُشّر، ولا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قطُّ إلا بُشِّر))، قيل: يا رسول الله: بالجنة؟ قال: ((نعم)) رواه الطبراني وحسنه العلماء.
د/ رفع الصوت بها:
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((جاءني جبريل فقال: يا محمد، مُرّ أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج)) رواه ابن ماجه، وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
وعن أبي بكر الصديق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((العَجُّ والثَجُّ)) رواه ابن ماجه، وصححه ابن خزيمة.
قال الترمذي: "العَجُّ: هو رفع الصوت بالتلبية، والثَجُّ: هو نحر البُدْن".
هـ/ الإكثار منها:
يستحب للمحرم أن يلبي في جميع أحواله، قائماً، وقاعداً، وراكباً، ونازلاً، وجنباً، ومتطهراً، وعند تلاقي الرفاق، وعند الإشراف، والهبوط، وبالأسحار، وخلف الصلوات، وفي استقبال الليل والنهار.
و/ ابتداؤها وقطعها:
يستمر في التلبية في العمرة من الإحرام إلى أن يبدأ بالطواف.
صفة العمرة
العمرة: إحرام ثم طواف ثم سعي ثم حلق أو تقصير. والإحرام: نية الدخول في النسك والتلبس به مع التلبية.
أعمال العمرة:
1- الإحرام من الميقات.
2- الطواف.
3- السعي في المسعى الصحيح.
4- التحلل بالحلق أو التقصير.
أعمال المعتمر:
1- على مريدِ العمرة إذا وصل إلى ميقاته: أن يغتسل كما يغتسل للجنابة، رجلاً كان أو امرأةً، وهذا الغسل للنظافة فتغتسل المرأة ولو كانت حائضاً أو نفساء.
2- يتطيَّب الرجل بأطيب ما يجد في رأسه ولحيته بدهن عودٍ أو غيره، ولا تتعطر المرأة.
3- يتجرد الرجل من كل مخيط محيط، ثم يلبس ثياب الإحرام.
4- يدخل الرجل أو المرأة في النسك بعد فراغه من الصلاة بأن يعقد النية بقلبه، ويقول: لبيك عمرةً. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. وربّما زاد: لبيك إله الحقّ، أو لبيك لا عيشَ إلاّ عيشُ الآخرة، أو لبيك حقاً حقاً، تعبداً ورِقاًّ.
5- فإذا وصل إلى المسجد الحرام قدّم رجله اليمنى لدخوله، وقال: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.
6- ثم يتقدم إلى البيت متوجهًا نحو الحجر الأسود ليبتدئ الطواف. فيستلم الحجر بيمناه ويقبله إن استطاع بلا إيذاء أحد وإن لم يستطع فيشير إليه ويقبل يده، تعظيمًا لله عزّ وجل، واقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه كان يقبل الحجر ويقول: (إنّي لأعلم أنّك حجر لا تضرُّ ولاتنفع، ولولا أنّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّلك ما قبلتك) رواه الجماعة.
فإن لم يتيسر له التقبيل استلمه بيده وقبّلها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّه استلم الحجر بيده ثم قبّل يده، وقال: ما تركته منذ رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يفعله.
فإن لم يتيسر له استلامه بيده اكتفى بالإشارة إليه، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طاف بالبيتِ على بعيرٍ، كلّما أتى على الركن أشار إليه. وفيه رواية: أشار إليه وكبّر. رواه البخاري
7- والسنة للرجل أنّه إذا أراد الشروع في الطواف الذي بعده سعي أن يضطبع، وهو جعل وسط الرداء تحت العاتق الأيمن، وطرفيه على العاتق الأيسر. فإذا انتهى من الطواف ترك الاضطباع.
وذلك اقتداء بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وإظهارًا للقوة والنشاط.
ولا يشرع الاضطباع إلا في الطواف الذي بعده سعي فقط، والعجب من جهل كثير من الحجاج؛ فإنّهم يضطبعون من حين يحرمون ويستمرون عليه إلى أن يحلُّوا.
8- ثم يجعل البيت عن يساره، ويطوف بِه سبعًا، يبتدئ الشوط بالحجر الأسود وينتهي به، ولا يصح الطواف من داخل الحِجر. وإذا وصل إلى الركن اليماني استلمه دون تقبيل ودون أن يزاحم عليه. وإذا مرّ بالحجر الأسود فعل به ما سبق وكبَّر.
9- والسنّة في هذا الطواف (أي: كل طواف بعده سعي) أن يَرْمَلَ الرجلُ في الأشواط الثلاثة الأُوَل، ويمشي الأربعة الباقية؛ لفعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه في طوافهم في عمرة القضاء.
والرَّمَل: المشي بقوة ونشاط.
10- فإذا أتمّ سبعة أشواط، تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، ثم صلَّى ركعتين خلفه قريبًا منه إن تيسر، وإلاّ فبعيدًا، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثانية بعد الفاتحة: {قل هو الله أحد}.
11- ثم يرجع إلى الحجر الأسود إن تيسر وإلا فلا يستلمه.
12- ثم يخرج إلى المسعى ليسعى في المسعى الصحيح وليس في توسعة المسعى، فإذا دنا من الصفا قرأ: {إنّ الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم}.
13- ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة، فيستقبلها ويرفع يديه فيحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو، وكان من دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلاّ الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.
يُكرر ذلك ثلاث مرات، ويدعو بينها.
14- ثم ينْزل من الصفا إلى المروة ماشيًا في حدود المسعى الصحيح [انظر التفاصيل هنا: https://saiydan.com/183 ] حتى يصل إلى العمود الأخضر؛ فإذا وصله، أسرع الرجل إسراعًا بقدر ما يستطيع إن تيسر له بلا أذية، حتى يصل العمود الأخضر الثاني، وأما المرأة فلا تسرع بين الميلين الأخضرين.
15- ثم يمشي على عادته حتى يصل المروة، فيرقى عليها ويستقبل القبلة، ويرفع يديه ويقول ما قاله على الصفا.
16- ثم ينْزل من المروة إلى الصفا يمشي في موضع مشيه، ويسرع في موضع إسراعه، فيرقى على الصفا، ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول مثل ما سبق في أوّل مرة، ويقول في بقية سعيه ما أحبّ من ذكر وقراءة ودعاء.
17- والصعود على الصفا والمروة، والسعي الشديد بين الميلين الأخضرين كلّها سنة وليست بواجب.
18- فإذا أتمّ سعيه سبعة أشواط، (من الصفا إلى المروة شوط، ومن المروة إلى الصفا شوط آخر) حلق رأسه إن كان رجلاً أو قصَّره، والحلق أفضل.
وأمّا المرأة فتقصر رأسها بكل حال، ولا تحلق، فتقصر من كل قرنٍ أنملة، أو ما تيسر لها.
ويجب أن يكون الحلق شاملاً لجميع الرأس؛ لقوله تعالى: {محلِّقين رؤوسكم}، ولأنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لتأخذوا عنّي مناسككم)).
وبِهذه الأعمال تمت عمرته، وحلّ منها حِلاً كاملاً، يبيح له جميع محظورات الإحرام.
19- فإن أراد فعل عمرة ثانية فإنه يبدأ من جديد بالإحرام ثم الطواف ثم السعي ثم التحلل كما سبق بيانه.
محظورات الإحرام:
المحظور هو الممنوع المحرَّم، ومنه: قوله تعالى: {وما كان عطاء ربِّك محظورًا} أي: ممنوعًا.
ومحظورات الإحرام: ما يحرم على المحرم فعله بسبب الإحرام.
1- إزالة الشعر من أي جزء من أجزاء البدن بلا عذر:
قال تعالى: {ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله}، ويلحق بالحلق أي طريقة تؤدي إلى إزالة شعر الرأس من موضعه.
وعليه أجمع العلماء، قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أنّ المحرم ممنوع من حلق رأسه، وجذه، وإتلافه بجذٍ، أو نورة، أو غير ذلك".
أمّا مع وجود العذر؛ فيجوز حلق شعر الرأس، وعليه الفدية، قال تعالى: {فمن كان منكم مريضًا أو به أذًى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك}، وقد بيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حديث كعب بن عجرة هذه الفدية، فقال: ((صيام ثلاثة أيّام أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاعٍ أو ذبح شاة)) متفق عليه. وهي المعروفة عند أهل العلم بفدية الأذى.
قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أنّ له - أي المحرم - حلق رأسه من علّة".
2- تقليم الأظفار:
وهذا المحظور ليس عليه نصّ من كتاب أو سنة، والفقهاء قاسوه على حلق شعر الرأس بجامع الترفه، وعليه نقل ابن المنذر إجماع أهل العلم، قال: "وأجمعوا على أنّ المحرم ممنوع من أخذ أظفاره".
وقال ابن قدامة: "أجمع أهل العلم على أنّ المحرم ممنوعٌ من أخذ أظفاره" .
ولكن إن انكسر شيٌ من ظفره دون قصد؛ فله أن يزيله، قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أنّ له أن يزيل عن نفسه ما كان منكسرًا منه - أي من ظفره -".
3- تعمد تغطية الرأس للرجل:
قال ابن المنذر"وأجمعوا على أنّ المحرم ممنوع من تخمير ـ أي تغطية ـ رأسه"؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي وقصته دابته وهو محرم: ((لا تخمروا رأسه)) أي لا تغطوه، ولنهيه صلى الله عليه وسلم المحرم عن لبس العمائم والبرانس. متفقٌ عليه.
وأمّا استظلال المحرم بما ليس بملاصقٍ لرأسه كسقف السيارة أو الطائرة أو السفينة أو الشمسية أو نحو ذلك؛ فلا بأس به لما ثبت أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ظلل عليه بثوبٍ حين رمى جمرة العقبة. رواه مسلم.
واختلف أهل العلم في تغطية الوجه للرجل، ولكن يجوز تغطية الفم والأنف بما يمنع الغبار ونحوه أثناء الزحام.
أمّا المرأة فمأمورة بعدم تغطيتها لوجهها، ويحرم عليها لبس النِقاب؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((ولا تنتقب المرأة)).
وتغطي وجهها إذا مرَّت بحضرة رجال أجانب عنها، ولا شيء عليها عند الحنابلة وعليها صدقة عند الحنفية ويجب أن تبعده عن وجهها عند الشافعية ولا شيء عليها، وأجمعت المذاهب الأربعة على أن المرأة المحرمة لا تأثم بتغطيتها وجهها بحضرة الرجال الأجانب عنها.
4- لبس الرجل للمخيط عمدًا:
المراد من النهي عن لبس المخيط: هو النهي عن لبس الثوب المفصَّل على البدن أو على عضو من أعضائه، لا ما كان فيه خيط، فيدخل فيه كل ما فُصِّل على البدن كما جاء في فتوى النبيِّ صلى الله عليه وسلم للذي سأله عن ما يلبس المحرم؟ فقال: ((لا يلبس القميص ولا العمامة ولا البرنس ولا السراويل، ولا ثوبًا مسَّه ورسٌ أو زعفرانٌ، ولا الخفين، إلاّ أن لا يجد نعلين فليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين)) متفق عليه.
قال القاضي عياض: "أجمع المسلمون على أن ما ذكر في هذا الحديث لا يلبسه المحرم".
ويحرم على المرأة لبس القفازين؛ لما رواه البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ولا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين)).
5- تعمّد الطيب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي وقصته دابته وهو محرم: ((لا تحنطوه)) متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ((لا تمسوه بطيب)).
قال ابن المنذر: "وأجمع أهل العلم على أنّ المحرم ممنوع من استعمال الطيب في جميع بدنه".
فيمنع المحرم بعد تلبسه بالنسك أن يتطيَّب في أي جزءٍ من بدنه.
أمّا قبل تلبسه بالإحرام فيجوز له أن يتطيب، قالت عائشة رضي الله عنها: (كنتُ أنظر إلى وبيص ـ أي: لمعان ـ المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرمٌ) متفق عليه.
6- قتل صيد البر المأكول وذبحه، واصطياده:
يحرم على المحرم قتل صيدِ البر المأكول وذبحه؛ لقوله تعالى: {يا أيّها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حُرم}.
ويحرم عليه اصطياده لقوله تعالى: {وحُرِّم عليكم صيد البرِّ ما دمتم حرمًا}.
قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أنّ المحرم إذا قتل صيدًا، عامدًا لقتله، ذاكرًا لإحرامه، أنّ عليه الجزاء".
ويحرم عليه أن يأكل من الصيد الذي صِيد لأجله؛ فعن الصعب بن جثامة أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نزل به ضيفًا في طريقه إلى مكة في حجّة الوداع، فصاد الصعب حمارًا وحشيًا، وجاء به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فردّه عليه، وقال: ((إنّا لم نرده عليك إلاّ أنَّا حُرُمٌ)) رواه البخاري.
أمّا إذا لم يصد لأجله؛ فلا بأس على المحرم أن يأكل منه؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم للصحابة الذين سألوه عن الأكل من الصيدِ الذي صاده أبو قتادة، وهم محرمون، فقال: ((أمنكم أحدٌ أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها؟)). قالوا: لا. قال: ((فكلوا ما بقي من لحمها)) متفق عليه.
7- عقد النكاح:
لا يتزوج المحرم، ولا يزوِّج غيره بولاية ولا بوكالة؛ لما ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ((لا ينكح المحرم ولا يُنكح ولا يخطب)) رواه مسلم.
8- يحرم لمس الرجل لزوجته بشهوة، وأما لمسه لها بغير شهوة فيجوز.
فدية محظورات الإحرام:
فاعل هذه المحظورات له ثلاث حالاتٍ:
1- أن يفعل المحظور بلا عذرٍ ولا حاجة فهذا آثمٌ، وعليه الفدية.
2- أن يفعل المحظور لحاجة إلى ذلك مثل أن يحتاج إلى لبس القميص لدفع برد يخاف منه الضرر، فيجوز أن يفعل ذلك وعليه فديته، كما جرى لكعب بن عجرة رضي الله عنه، حين حُمِل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر من رأسه على وجهه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما كنت أرى الوجع بلغ بك ما أرى – أو قال: ما كنتُ أرى الجهد بلغ بك ما أرى, تجد شاة؟)) فقلتُ: لا. فقال: ((فصم ثلاثة أيّام أو أطعم ستة مساكين، لكل مسكينٍ نصف صاع)) متفق عليه.
3- أن يفعل المحظور وهو معذور بجهل أو نسيانٍ أو إكراه؛ فلا إثم عليه ولا فديه، لقوله تعالى: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمَّدت قلوبكم}.
ولقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((إنّ الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) رواه ابن ماجه.
وتنقسم محظورات الإحرام بالعمرة بالنسبة إلى الفدية إلى أربعة أقسام:
1- ما لا فدية فيه، وهو عقد النكاح.
2- ما فديته شاة مع فساد العمرة، وهو الجماع قبل طواف العمرة.
3- ما فديته جزاؤه أو ما يقوم مقامه، وهو قتل الصيد.
4- ما فديته صيامٌ أو صدقة أو نسك، وهو فدية الأذى في حلق شعر الرأس، وألحق به العلماء بقية المحظورات سوى عقد النكاح والجماع والصيد.
تنبيهات:
1- لا فرق بين أظفار اليدين والرجلين.
2- لا يجوز للمحرم شم الطيب عمدًا.
3- حكم استعمال الصابون المعطر: عند الشافعية: لا شيء عليه إن كان ناسياً أو جاهلاً، وعند الحنفية: لا شيء عليه لأنه لم يقصد التعطر. ولكن على المحرم عموماً أن يتجنب كافة أشكال التطيب ولو كان ضمن الصابون خروجاً من قول من قال بحرمته.
4- يدخل في الرفث مقدمات الجماع، فلا يحل للمحرم أن يُقبِّل زوجته بشهوة أو يمسَّها بشهوة، أو يغمزها بشهوة، أو يداعبها بشهوة، ولا النظر إليها بشهوة.
5- ولا يحل للزوجة أن تمكّن زوجها من لمسها بشهوة وهي محرمة.
6- لا بأس بلف القميص على البدن دون لبس.
7- لا بأس أن يجعل العباءة بحيث لا يلبسها كالعادة.
8- لا بأس أن يلبس رداء أو إزارًا مرقّعاً أو فيه جيب لا يربط بين طرفي الرداء أو الإزار.
9- لا بأس أن يلبس الخاتم وساعة اليد ونظارة العين وسماعة الأذن، ويعلّق وعاء النفقة في عنقه.
10- لا بأس للمرأة بتغطية الرأس.
11- يجب على المرأة أن تلبس الجوربين الساترين.
12- يجوز للرجل والمرأة تغيير ثياب الإحرام إلى غيرها ممّا لا يمتنع عليهما لبسه حال الإحرام.
13- يجوز تعليق هوية الحاج على ملابس الإحرام دون ربط بين طرفي الإزار أو الرداء.
14- يجوز وضع الأسوارة الصحية أو نحوها في اليد.
أخطاء يقع فيها بعض الحجاج والمعتمرين والزائرين
أ/ أخطاء قبل الذهاب إلى الحج أو العمرة:
1. ترك الوصية بما للإنسان أو عليه من حقوق أو ديون.
2. عدم تحري النفقة الحلال للحج والعمرة.
3. الذهاب مع الرفقة السيئة.
4. عدم إخلاص النية في حجه.
5. اصطحاب شيء من المحرمات كالشدّة إلى العمرة.
6. عدم تعلم أحكام الحج والعمرة مما يوقع الحاج في كثير من المحظورات.
ب/ أخطاء الإحرام:
1. تطييب ثياب الإحرام.
2. وضع (أزرار) أو (مشابك) في الإحرام بحيث يصبح الإحرام كالثوب المخيط.
3. مجاوزة الميقات بدون إحرام وخصوصاً ما يفعله البعض حيث لا يحرم ـ إذا أتى بالطائرة ـ إلاّ في جدة بعد وصوله.
4. تعمد تغطية الوجه والرأس بملاصق عند النوم.
5. اعتقاد البعض أنه لا يجوز حك الرأس أو الجسم، والصواب أن حك الرجل أو المرأة لأي منطقة ليس فيها شعر يجوز بلا أي مشكلة، وأما الحك في مكان فيه شعر فيجوز برفق ولا يجوز إذا حك بقسوة لأنه صار كأنه يحلق الشعر.
6. التقاط لقطة الحرم لغير التعريف، فلا يجوز إلتقاط إي لقطة في مكة كلها (أي: كل الحرم) إلاّ إذا أراد ملتقطها أن يعرّفها لصاحبها أو يعطيها لمكتب المفقودات حول المسجد الحرام.
7. الاستمرار في الاضطباع، مع أن السنة أن يكون في الطواف الذي بعده سعي فقط.
8. تجاوز الحائض لميقاتها دون إحرام ظناً منها أنه لا يصح إحرام الحائض.
ج/ أخطاء الطواف:
1. الطواف داخل الحجر عند الزحام، بحيث يدخل من باب الحجر إلى الباب المقابل.
2. الرمل في جميع الأشواط السبعة.
3. المزاحمة الشديدة للوصول إلى الحجر الأسود لتقبيله.
4. استلام جميع أركان الكعبة.
5. الوقوف عند محاذاة الحجر الأسود والمزاحمة لأجل ذلك وإعاقة السير.
6. المزاحمة الشديدة من أجل الصلاة خلف المقام.
7. طواف أو سعي المرأة بالزينة والعطر.
8. المرور بين يدي المصلين لغير الطائفين وهذا لا يجوز لا في الحرم ولا في غيره.
د/ أخطاء في السعي: [يجب لزاماً مراجعة مكان المسعى الصحيح، وعدم السعي في توسعة المسعى، انظر: https://saiydan.com/183 ]
1. تكلف الصعود إلى أعلى جبل الصفا والمروة والمشقة في ذلك والمزاحمة عليه، وإنما يكفي صعود بعضه، ولا بأس بصعوده حتى آخره إن لم يؤذ أحداً ولم يعتقد أن هذا هو السنة.
2. ترك كثير من الناس للذكر الوارد عند رقي الصفا والمروة.
3. هرولة المرأة بين العلمين.
4. إسراع الرجل في جميع الشوط، والسنة أن يكون بين العلمين الأخضرين فقط.
5. صلاة ركعتين بعد السعي كالطواف، وهذا لا أصل له.
**************************************************************************
***** وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه *****
*** وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ***
******* تمت بحمد الله *******
************
أسئلة وأجوبة للعمرة والزيارة
س: كيف تؤدى العمرة، وما هي أفعالها؟
ج: الإحرام ثم الطواف ثم السعي ثم التحلل.
س: ما حكم من مر بالميقات وهو يريد مكة المكرمة لحج أو عمرة ولم يحرم ؟ وماذا عليه لو تجاوز الميقات بلا إحرام ثم أحرم وتابع مناسكه؟
ج: لا تجوز مجاوزة الميقات لمن يقصد مكة بدون إحرام، ويجب عليه أن يعود إلى الميقات للإحرام منه.
فإن تجاوز الميقات بلا إحرام ثم أحرم وتابع نسكه فقد وجب عليه ذبح شاة في مكة المكرمة توزع على فقراء الحرم، ولا يجوز له أن يأكل منها فهي كالمنذور.
س: ماذا يقول من أراد الإحرام بالعمرة، وهل يجوز له التلفظ بالنية؟
ج: يقول: لبيك اللهم عمرةً، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. ويجوز له التلفظ بالنية، فيقول قبل هذه التلبية: نويت العمرة وأحرمت بها لله تعالى.
س: هل يسن تكرار التلبية للمحرم؟ وماذا يسن أن يقول بعد كل مرة يفرغ فيها من التلبية؟
ج: يسن للمحرم بالحج والعمرة أن يكرر التلبية ما استطاع.
ويسن أن يختم كل مرة يفرغ فيها من التلبية بالصلاة على النبي r
س: اذكر سبعة محظورات من محرمات الإحرام ؟
ج: يجب على المحرم سواء كان رجلاً أم امرأة أن يتجنب محظورات الإحرام، فبمجرد إحرامه يحرم عليه أمور، وأهمها:
1. اللباس: فبالنسبة للرجل يحرم عليه لبس اللباس العادي، وإنما ينزعه كله ويلبس المنشفتين، وبالنسبة للمرأة تبقى بلباسها قبل الإحرام وتكشف وجهها وكفيها فقط.
2. حلق الشعر.
3. قص الأظافر.
4. وضع العطر.
5. وضع المطريات للجلد مثل الكاميل.
6. دهن الوجه واليدين بالزيت.
7. لمس الرجل لزوجته بشهوة، وكذلك لمس المرأة لزوجها بشهوة، أما اللمس بلا شهوة فلا مشكلة فيه.
8. وغير هذه المحظورات مما يندر وقوعه في عصرنا، مثل: قطع شجر الحرم، وقتل الصيد، وعقد
النكاح.
س: ما الحكم لو نسي المحرم أو المحرمة فغسل يده أو اغتسل بالصابون المعطر أو الشامبو أو غسل ملابسه بمسحوق معطر أو غسل أواني الطعام بسائل الجلي المعطر؟
ج: عند الشافعية: لا شيء عليه إن كان ناسياً أو جاهلاً، وعند الحنفية: لا شيء عليه لأنه لم يقصد التعطر.
ولكن على المحرم عموماً أن يتجنب كافة أشكال التطيب ولو كان ضمن الصابون خروجاً من قول من قال بحرمته.
س: ما هي شروط الطواف، سواء كان طواف حج أو عمرة أو طواف نفل؟
ج: يكون الطواف صحيحاً عندما يحقق الشروط التالية:
1. أن ينوي الطواف بقلبه، ولو ذكر النية بلسانه فلا بأس.
2. أن يكون الطائف طاهراً من كل نجاسة في ثوبه وبدنه.
3. أن يكون الطائف متوضئاً.
4. أن يكون الطائف ساتراً للعورة.
5. أن يكون الطواف سبعة أشواط كاملة.
6. أن يبدأ الطائفُ الطوافَ من الحجر الأسود وينتهي به.
7. أن يجعل الطائف الكعبة عن يساره.
8. أن يطوف خارج الكعبة وداخل الحرم.
9. أن يكون الطائف ماشياً إن استطاع، وإن كان مريضاً فيطوف على كرسي أو محمولاً.
س: ما حكم صلاة ركعتين بعد الطواف؟ وما السنة فيهما؟
ج: اختلف الفقهاء في حكم صلاة ركعتين بعد الطواف، فقيل يجب صلاتهما وقيل يسن صلاتهما.
والسنة فيهما أن يصليهما الطائف خلف مقام إبراهيم إن لم يؤذ أحداً، وأن يقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص.
س: ما هي شروط السعي، سواء كان السعي للحج أو للعمرة ؟ [يجب لزاماً معرفة مكان المسعى الصحيح، وعدم السعي في توسعة المسعى، انظر: https://saiydan.com/183 ]
ج: 1. نية السعي بقلبه، ولو نوى بلسانه فلا بأس.
2. أن يبدأ الساعي بالصفا وينتهي بالمروة.
3. أن يكون السعي سبعة أشواط، فمن الصفا للمروة شوط واحد، ثم من المروة للصفا شوط ثانٍ
س: هل الدعاء في الطواف والسعي واجب ؟ وما حكم من اعتمر ولم يأت بالدعاء المسنون ؟
ج: الدعاء في الطواف والسعي سنة، فلو تركها فلا شيء عليه وعبادته صحيحة.
س: كيف تحج وتعتمر الحائض؟
ج: الحائض تفعل كل شيء تفعله غير الحائض إلا أمراً واحداً وهو دخول المسجد الحرام، فلا يجوز لها أن تطوف حول الكعبة وتؤخر الطواف حتى تطهر، وأما طواف الوداع فيسقط عن الحائض.
س: هل يجوز الاستحمام للرجل والمرأة؟ وهل يجوز تبديل المناشف للمحرم وتبديل الملابس للمحرمة؟
ج: نعم يجوز الاستحمام للرجل والمرأة، ولكن ينتبهان إلى محظورات الإحرام.
ويجوز تبديل المناشف للمحرم وتبديل الملابس للمحرمة.
س: هل يجوز تقديم السعي على الطواف؟
ج: لا يجوز تقديم السعي على الطواف.
س: ما المراد بالاضطباع ومتى يشرع ؟
ج: المراد بالاضطباع أن يكشف المحرم كتفه الأيمن، ويسن للمحرم فقط في الطواف، وأما في سائر الأوقات قبل الطواف وبعده فيستر كتفه وخاصة في الصلاة.
س: ما حكم تقبيل الحجر الأسود؟ وهل يشرع التزاحم لتقبيله ؟
ج: تقبيل الحجر الأسود سنة، ويحرم التزاحم عليه لأن في التزاحم إيذاءً للمسلمين.
س: هل يجوز الحج أو العمرة عن الغير، وما هي شروط الحج أو العمرة عن الغير؟ وكيف تؤدَّى العمرة عن الغير؟
ج: يجوز الحج والعمرة عن الغير.
وشروطها: 1. أن يكون هذا الغير ميتاً أو مريضاً مرضاً لا يرجى شفاؤه
2. أن يكون هذا الغير شخصاً واحداً، فلا يجوز الحج أو العمرة عن أكثر من شخص.
وكيفيتها: أن يقول وقت الإحرام: نويت العمرة عن فلان (أو فلانة) وأحرمت بها لله تعالى عنه، ثم يلبي ويفعل كما يفعل في العمرة عن نفسه.
س: هل يجب صعود جبل الرحمة يوم الوقوف بعرفات في الحج؟
ج: لا يجب ولا يسن صعود جبل الرحمة يوم الوقوف بعرفات للحاج، وخاصة أنه إن صعد للجبل فربما يؤذي نفسه وإخوانه ويتعب نفسه فلا يتفرغ للدعاء بخشوع فتفوته فضيلة عظيمة.
وأما إن أحب الصعود عليه في غير هذا اليوم فلا مانع منه.
س: ما حكم طواف الوداع للمعتمر ؟
ج: اختلف العلماء في حكم طواف الوداع للمعتمر، فمنهم من أوجبه ومنهم من استحبه، علماً أن المعتمر يرغب بأن يفارق الحرم وقد ختم عمله فيه بعبادة عظيمة هي الطواف.
س: ما المقصود عادةً بمزارات المدينة ؟
ج: المقصود عادة بمزارات المدينة أربعُ مواضع: شهداء أحد، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين، والمساجد السبعة بموقع غزوة الخندق.
س: اذكر حديثاً واحداً في فضل الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام ؟
ج: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور، ليس له جزاء إلا الجنة)) أخرجه البخاري.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة)) أخرجه الترمذي.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي r قال: ((الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم)) أخرجه ابن ماجه وهو صحيح.
س: اذكر حديثاً واحداً يدل على فضل التلبية ؟ ومتى ينتهي وقت التلبية في الحج والعمرة ؟
ج: عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : ((ما مِن مسلمٍ يُلَبِّي إلاّ لبّى مَن عن يمينه وشِماله مِن حَجَرٍ أو شَجَرٍ أو مَدَرٍ، حتى تَنقطعَ الأرضُ مِن ها هنا وها هنا)) أخرجه الترمذي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: ((ما أهلّ مُهِلٌّ قطُّ إلا بُشّر، ولا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قطُّ إلا بُشِّر))، قيل: يا رسول الله: بالجنة؟ قال: ((نعم)) رواه الطبراني وحسنه العلماء.
وينتهي وقت التلبية في الحج عند رمي جمرة العقبة صباح أول يوم من أيام عيد الأضحى، وينتهي وقت التلبية في العمرة بمجرد البدء بالطواف.
س: ما فضيلة الصلاة داخل الكعبة المشرفة؟ اذكر حديثاً واحداً فقط
ج: قال رسول الله r : " مَن دَخَلَ البيتَ دَخَلَ في حسنةٍ، وخَرَجَ مِن سيّئةٍ مغفوراً له " أخرجه ابن خزيمة في صحيحه
وقالت السيدةُ عائشةُ أمُّ المؤمنينَ رضي الله عنها: يا رسولَ الله ألا أَدخُلُ البيتَ؟ فقال r: " ادخُلي الحِجْرَ فإنه مِن البيت " أخرجه النَّسائي في سننه، ومعناه في الصحيحين.
س: ما فضل الحجر الأسود وما فضل تقبيله من غير أذية المسلمين؟ اذكر حديثاً واحداً فقط
ج: قال رسولُ الله r عن الحجر الأسود: " لَيَبعثَنَّ اللهُ هذا الرُّكنَ يومَ القيامةِ، له عينانِ يُبصِرُ بهما، ولسانٌ يَنطِقُ به، يَشهَدُ لِمَن استَلَمه بحقٍّ " أخرجه ابن حبان في صحيحه
وقال رسول الله r : " نَزَلَ الحَجرُ الأسودُ مِن الجنةِ وهو أَشَدُّ بياضاً مِن اللَّبنِ فسَوَّدَته خطايا بني آدم " أخرجه الترمذي في سننه
وقال رسول الله r عن الحَجر الأسود ومقامِ سيِّدنا إبراهيم: " الرُّكنُ والمَقامُ ياقوتتانِ مِن يواقيتِ الجنة، ولولا أنّ الله طَمَسَ على نورهما لأضاءتا ما بينَ المشرقِ والمغربِ " أخرجه ابن حبان في صحيحه
وقال رسول الله r : " مَسْحُ الحَجَرِ [أي: الأسودِ] والرُّكْنِ اليمانيِّ يَحُطُّ الخطايا حَطًّا " أخرجه ابن حبان في صحيحه
س: ما فضل الصلاة في المسجد النبوي الشريف؟
ج: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : ((صلاة في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام)) أخرجه مسلم في صحيحه
س: ما فضل الصلاة في الروضة الشريفة؟
ج: قال رسولُ الله r : " ما بينَ بيتي ومِنبري روضةٌ مِن رياضِ الجنة " أخرجه الشيخان
س: اذكر اسم ثلاثة فقط ممن دفن في البقيع الشريف.
ج: عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وبنات النبي r رقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة وأكثر زوجاته
س: اذكر حديثاً في فضل جبل أحد.
ج: قال عنه رسول الله r: ((أُحُدٌ جبلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه)) متفق عليه
س: اذكر حديثاً في فضل الصلاة في قباء.
ج: عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة، كان له كأجر عمرة)) رواه أحمد.
***** وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه *****
*** وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ***
******* تمت بحمد الله *******
************
*